إلى من امتلأ قلبه بالأحزان
إن من صفات الدنيا أنها دار هم وغم وحزن وألم فهي دنيا وليست عليا وكلنا سنرحل عنها بلا شك في يوم من الأيام
إياك والدنيا الدنية إنها = دار إذا سالمتها لم تسلمِ
والمتأمل في حياة بعض الناس يجد أن قلوب بعض الناس قد غدت أودية من الحزن فالحزن والإكتئاب من الأمور التي عمت كثيرا من الناس في هذا العصر بل بعضهم أصبح الحزن لا يفارق محياه بل بعضهم – و العياذ بالله – يفكر بالانتحار وهو مسلم حتى يتخلص من هذه الأحزان !!!
فلم الحزن ؟
وعلام الحزن ؟
شدني إخواني فى الله حديث عظيم من حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عليه وسلمأتمنى أخي الحزين وأختي الحزينة أن تفكروا في هذا الحديثوتتأملوا فيهوبإذن الله ستجد أن الله أذهب حزنك وكشف همك...
وإليكم إخواني نص الحديث الشريف
(( عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال ، قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم "
ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم :
إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ
حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به
نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت
به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور
صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلا أذهب الله همّه
وغمّه، وأبدله مكانه فرحاً..
قالوا يا رسول الله أفلا نتعلّمهن؟
قال: "بلى, ينبغي لمن سمعهن أن يتعلّمهن". ))
أخرجه أحمد وابن حبان وصححه الألباني.
ففي هذا الحديث أخي الكريم وأختي الكريمة أربع قواعد لإزالة الأحزان :
1- اللجوء إلى الله والافتقار إليه سبحانه وتعالى
وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم
(( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ))
2- الرضا بقضاء الله وقدره
وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم
(( ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك))
3- دعاء الله عزوجل ومعرفة أسماءه وصفاته
ودليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم
(( أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك))
فالدعاء هو العبادة فأكثر من الدعاء وتضرع إلى الله تعالى
وتذكر أن الله عز وجل قال :
((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
وقال تعالى
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ))
4- قراءة القرآن
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي ))
فقد شبه القرآن بالربيع والمطر الذي فيه حياة للأرض فكذلك القرآن فيه حياة للقلوب فكم من حزين لما أقبل على القرآن أذهب الله عنه حزنه وكم من حزين لما أعرض عن القرآن وأدمع سماع ما حرم الله زادت عليه همومه وأحزانه
وفي نهاية الحديث وعد نبوي بأن من قال هذا الدعاء – مع يقين
بالله وصدق في الدعاء – بأن الله عز وجل سيذهب همه وغمه
فهلا تعلمنا هذا الدعاء وعملنا به مع التفكر في معانيه
لعل الله أن يذهب همومنا ويرزقنا السعادة والفلاح